استمتع بالعيد فى اول ايام عيد الفطر .. وحافظ على صحتك في نفس الوقت
مع انتهاء شهر رمضان، وانتهاء فترة الصيام، يتجه الكثير من الناس لمحاولة تعويض جميع ما افتقدوه من طعام وشراب، بالطبع سيتسبب هذا الأمر في كثير من المشاكل الصحية التي يتعرض لها الكبار والأطفال، خصوصًا مع أنواع المأكولات التي تعود الناس على تناولها في العيد.
فبعد شهر كامل من الصيام، سيكون الشخص بحاجة إلى الالتزام ببعض الخطوات الغذائية في أيام العيد، وخصوصًا أول يوم من أيام العيد. سنحاول في هذه الحلقة من «دكتور ساسة» تقديم دليل شامل للتعامل الأمثل مع عيد الفطر، كي لا تتأثر صحتك سلبًا.
لا تعوض ما فاتك
يجب الانتباه بشكلٍ واضح أن المعدة في شهر رمضان تصاب بنوع من الانكماش. فمعدة الإنسان هي عضلة قابلة للتمدد أو الانكماش طبقًا لكمية الطعام التي اعتداء الشخص تناولها. ونتيجة للصيام لمدة شهر قادم، تبدأ المعدة في الانكماش قليلًا كنتيجة لنقص كمية الطعام.
من هنا، يجب عليك بدء نهار أول يوم من أيام العيد بتناول الطعام تدريجيًّا، وبدلًا من البدء بتناول أطعمة العيد الدسمة، حاول تناول بعض الفواكه في البداية، حتى لا يتسبب لك الفطور في أول يوم من أيام العيد في عسر هضم، ينغص عليك فرحتك بالعيد. المشكلة تظهر بشكل أكبر عند المدخنين أو عند أولئك الذين يتناولون الطعام بشكل سريع، فيتسبب ذلك في دخول الهواء إلى المعدة مسببًا الانتفاخات.
الحركة والجفاف
في رمضان، ونتيجة للصيام وتعبه، فإن الكثير من الناس يعتادون على قلة الحركة، خصوصًا أولئك الذين اعتادوا النوم لفترات طويلة في نهار رمضان. في العيد، عليك أن تعوض قلة النشاط هذه، فعليك العودة للحركة بشكل جيد، دون أن تبالغ في الأمر فيتأثر جسدك بنقص السوائل والمياه به.
قد لا يكون الكثيرون بحاجة فعلية لهذه النصيحة، خصوصًا وأن الكثير من الناس يعتادون الخروج في العيد للتنزه وزيارة الأقارب، لكن يجب ألا ننسى أن العيد هذا العام يأتي في فصل الصيف، وخلال فترة تتميز بارتفاع درجة الحرارة في أغلب الدول العربية، وبالتالي فالأفضل لك أن تحافظ على وجود زجاجة الماء في يدك طوال اليوم، حتى لا تفقد السوائل، ويصاب جسمك بالجفاف.
في المعتاد فإن الإنسان يحتاج إلى لترين من المياه يوميًّا، هذا في الأيام المعتادة وليست الأيام الحارة، وللأسف فإن الكثير من الناس لا يشربون هذه الكمية في أيامهم المعتادة، فما بالك بالخروج والتنزه في هذه الأيام الحارة. نقص شرب المياه سيكون سببًا رئيسيًّا وراء إصابتك بالصداع، والإرهاق، وضيق التنفس؛ مما سيؤثر عليك سلبًا، ويقلل من سعادتك بيوم العيد.
التسمم ثم التسمم
أغلب الحالات التي تصاب بالتسمم الغذائي في العيد تكون ناجمة عن أحد سببين: الأول هو الفسيخ، ويظهر بوضوح في بلاد الكنانة، نتيجة حب المصريين لتناول الفسيخ في وجبة الغداء. هذا النوع من التسمم يطلق عليه اسم «التسمم الممباري» أو «تسمم بوتولينوس botulinus intoxication».
التسمم الممباري، يأتي نتيجة سموم تسمى البوتوكس (بوتيولينيوم توكسين)، وهو بروتين يفرز في مناخ لا هوائي بواسطة أحد أنواع البكتيريا، هي المادة التي لا يبطل مفعولها وتأثيرها في الإنسان إلا إذا تعرض الفسيخ لدرجة حرارة مائة درجة مئوية لمدة عشرة دقائق على الأقل، وهو ما لا يمكن فعله مع الفسيخ بالطبع.
السبب الثاني لحدوث التسمم يكون ناتجًا عن تناول طعام غير نظيف، وهذا يحدث غالبًا نتيجة تناول الطعام في الخارج، في أحد الأماكن التي لا تلتزم بالاشتراطات الصحية، وبالتالي يجب التأكد من نظافة المكان الذي تختاره لتناول الطعام.
أيضًا يمكن أن ينتج التسمم الغذائي لأولئك الذين يقومون بالرحلات الخارجية والتخييم، فيكون عليهم التأكد من درجة الحرارة التي يحفظ فيها الطعام حتى لا يفسد. يجب الالتفات إلى أهمية ترك الأطعمة المبردة في درجة حرارة لا تقل عن خمس درجات مئوية، بينما يجب حفظ الأطعمة الساخنة بدرجة لا تزيد عن 65 درجة مئوية.
إعادة تغيير العادات
في شهر رمضان، نضطر إلى تغيير عدد من العادات المتعلقة بالطعام والشراب، فمثلًا تحل العصائر المحلاة بمختلف أنواعها محل مشروبات أخرى مثل الحليب، لذلك يجب عليك ألا تتمادى في تناول هذه العصائر، لأن جسدك كان بحاجة لها بالفعل في رمضان، لكن مع العودة لوجباتك المعتادة، فإن كثرة تناول هذه المشروبات قد يسبب لك بعض المشاكل الصحية.
من المهم أيضًا لأولئك الذين يتناولون المضادات الحيوية بصورة متكررة أو لفترات طويلة، أن يكثروا من تناول الحليب واللبن الذي يتميز بوجود خمائر معينة، تعوض ما يتم قتله من بكتيريا مفيدة في المعدة بسبب هذه المضادات الحيوية.
رشاقتك في العيد
يتميز العيد ببعض العادات الغذائية التي يمكن أن تفسد عليك نظامك الغذائي أو حميتك الغذائية، فعيد الفطر يتميز بكثرة اللقاءات العائلية التي تكون مليئة بأنواع مختلفة وكثيرة من الحلويات. وبالطبع فإن الإسراف في هذه الأطعمة يسبب مشاكل صحية عديدة، بالإضافة لزيادة الوزن.
من أبرز النصائح التي نقدمها لهؤلاء السيدات اللواتي يردن الحفاظ على رشاقتهن، وعدم اكتساب وزن كبير في العيد، هي بدء اليوم بتناول كوب من الماء، والحرص على تناول ثلاث وجبات صغيرة، بجانب وجبتين خفيفتين بينها. تذكري دائمًا أن جسمك اعتاد على الالتزام بنمط معين للطعام في شهر رمضان، وهو ما يساعدك بشكل كبير على تنظيم نسبة السكر في الدم، ويمنحك القدرة على السيطرة على الجوع بسهولة.
اجعلي وجبة فطورك مكونة من الكربوهيدرات والحبوب الكاملة، بجانب أحد مصادر البروتين (البيض على سبيل المثال)، بجانب الفاكهة أو الخضروات. على سبيل المثال يمكنك تناول ملعقتين من اللبنة مع البسكويت المملح والخيار، أو عجة البيض مع الفطر وثمرة فاكهة.
احرصي على عدم القيام بالزيارات العائلية في العيد وأنت جائعة، فهذا الأمر سيجعلك غير قادرة على السيطرة على كميات الطعام التي ستتناولينها، ومن المعروف أن هذه الزيارات، خصوصًا على وجبة الغداء تكون مليئة بألوان عديدة من الطعام والشراب، وكلما تنوع الطعام، كلما زادت الشهية. طبق الشوربة مع طبق صغير من الأرز أو المكرونة، بجانب الخضروات، يكون وجبة جيدة ومتوازنة، وستشعرك سريعًا بالشبع.
النقطة الأهم في العيد هي عدم الإكثار من تناول الحلويات بشكل عام، والاكتفاء بقطعة أو قطعتين، ويفضل أن تتناولي الكثير من الفواكه بدلًا من تناول الحلويات.
مرضى الضغط
تتمثل مشاكل مرضى الضغط مع العيد في ثلاثة أمور رئيسية. أول مشكلة هي المتعلقة بتناول الأطعمة المملحة من فسيخ ورنجة وغيرها، وهي بالطبع مليئة بملح كلوريد الصوديوم الذي يسبب ارتفاع الضغط سريعًا، لذلك يجب تناول هذه الطعمة بأقل كميات ممكنة، مع تناول البصل بجانبها والكثير من الفواكه.
المشكلة الثانية تتمثل في قلة شرب المياه والسوائل، فكما ذكرنا أن العيد يأتي هذا العام في ظل أجواء حارة، مرضى الضغط الذين يفقدون سوائل كثيرة من جسمهم دون تعويضها بالقدر المناسب، يرتفع ضغطهم أيضًا في هذه الأجواء الحارة؛ نتيجة زيادة لزوجة الدم، وبالتالي زيادة مقاومة حركة الدم في الأوردة والشرايين.
المشكلة الثالثة تظهر في كثرة تناول الحلويات المليئة بالزيوت مثل كعك العيد وغيره من الحلويات التي قد تساعد على رفع نسبة الدهون والكوليسترول في الدم، وهما ما يؤدي أيضًا لرفع الضغط.
مرضى السكري
إذا قيل مرضى السكري في العيد، قيلت الحلويات ثم الحلويات. فزيارة الأقارب، والخروج للتنزه، يكون مصاحبًا بشكل دائم لتناول الكثير من الحلويات وشرب العصائر والمشروبات المليئة بالسكريات.
على مريض السكري الانتباه بشدة لنوعية وكمية الأطعمة التي يتناولها، وعليه ألا يضيع قدرته على التحكم في جوعه التي اكتسبها خلال شهر رمضان، نتيجة شراهته المبالغة، أو إصرار من حوله على إطعامه كميات كبيرة من الطعام غير المناسب له. وتذكر أنك لست ملزمًا بتناول الحلويات في كل بيت تزوره، ولا تنسى أن تطلب المشروبات الخالية من السكر.
الأطفال
لعلهم الفئة الأكثر تضررًا من العيد، وذلك لأنهم يحبون في هذا الوقت صرف كل النقود التي يتحصلون عليها في جانبين فقط، اللعب والطعام. نبه أولادك إلى ضرورة الابتعاد عن السكريات والشيبسي والأطعمة السريعة والأطعمة المقلية، فكثرة هذه الأطعمة يمكن أن تسبب لهم مشاكل أنت وهم في غنى عنها.
لا مانع بالطبع من تناول بعض المثلجات اللذيذية، لكن يجب الانتباه إلى ضرورة عدم الإسراف في تناولها، حتى لا تصيبهم مشاكل في اللوز أو الحنجرة.
ولا تنس أن اختلاط الأطفال مع بعضهم البعض يكون في ذروته خلال العيد، وبالتالي عليك الانتباه من ألا يكون طفلك مصابًا بأحد الأمراض المعدية مثل نزلات البرد والإنفلونزا، لأنك في هذه الحالة ستضطر إلى تقليل اختلاطه مع بقية الأطفال للحد الأدنى.
راقب أولادك جيدًا، خصوصًا فيما يتعلق بلعبهم التي قد تحتوي على أجزاء صغيرة يمكن أن يبتعلوها، فتسبب لهم مشاكل اختناق، أو تنزل إلى المعدة مسببة انسدادات في الأمعاء.