السبت، 11 يونيو 2016

لماذا قد تنجح الشركات الناشئة؟

لماذا قد تنجح الشركات الناشئة؟


ما هي الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى نجاح الشركات الناشئة؟ يعرف كل العاملين في مجال الأعمال أن الشركات الناشئة تختلف ـ بشكل كلي ـ عن الشركات التقليدية، خاصة فيما يتعلق بالنمو، والبحث عن التمويل، وبناء النماذج الأولية. الكثير من الأبحاث درست على مدار مدة طويلة من الزمن، العديد من الشركات الناشئة، في محاولة لفهم الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى نجاح الشركات الناشئة، وأن هناك سياقًا يمكن ملاحظته، أو علامات مشتركة بين الشركات الناجحة أم لا.
الإجابة على هذا السؤال ليست بسيطة، خاصة إذا عرفنا أن قليلًا من الحظ يساعد ـ بشكل كبير ـ في نجاح الشركات الناشئة، نعم ما قرأته صحيح، هناك شركات تتمتع بكل المقومات النظرية المطلوبة للنجاح، وتفشل في النهاية في الوصول إلى أهدافها، ليس هناك قوة خفية بالطبع تمنع الشركات الناشئة من النجاح لكن الأمر معقد إلى درجة تجعل بعض الأسباب البسيطة للغاية تساهم بشكل كبير في تشكيل مستقبل الشركات الناشئة، لنحاول إذن الإجابة على موضوع هذا التقرير، لماذا ـ حقًا ـ تنجح الشركات الناشئة؟

الوقت..

العامل الأهم في نجاح أو فشل الشركات الناشئة هو الوقت، هل الوقت مناسب لإطلاق الخدمة أو المنتج أم لا، تخيل وجود منصات التواصل الاجتماعي منذ عشر سنوات، دون وجود اتصال كاف بالإنترنت، لم تكن بالطبع لتلقى نفس الرواج ولا النجاح الموجود الآن الذي يعود جزء كبير منه إلى سهولة التواصل بالإنترنت فى كل وقت، وكل مكان، كثير من الشركات الناشئة فشلت؛ فقط لأن الوقت لم يكن مناسبًا؛ إذ طرحت نفس الأفكار في وقت آخر، ولاقت نجاحًا كبيرًا.

الرؤية

السؤال الذى يحاول رواد الأعمال الإجابة عليه هو: ماذا بعد؟ ماذا بعد الحصول على أول ألف زائر للموقع الجديد، أو لتطبيق الهواتف الذكية، يواجه رواد الأعمال عقبات بالغة بعد إطلاق مشاريعهم، تفوق في صعوبتها العقبات الأولية قبل الإطلاق، الإجابة على أسئلة ما بعد إطلاق الخدمة أو المنتج يجب أن تكون في إطار رؤية شاملة، على الأقل للخمس سنوات الأولى من عمر الشركة.

السرعة

في كثير من الأحيان يميل رواد الأعمال إلى تطوير المنتج إلى درجة مثالية قبل إطلاقه، مما يؤخر بشكل كبير مرحلة الحصول على ردة فعل الجمهور، وقد يهدد بظهور تطبيقات مشابهة خلال وقت العمل على إعداد المنتج، سرعة رواد الأعمال فى إطلاق المنتج، حتى، ولو لم يكن مكتملًا تساهم ـ بشكل كبير ـ في نجاح الشركات الناشئة، وكذلك السرعة والمرونة في تعديل المنتج وفقًا لردة فعل الجمهور، يساهم ـ بشكل كبير ـ في نمو الشركة بمعدلات سريعة.

التمويل

المال هو عصب حياة الشركات الناشئة، الشركات التي تعتمد على تطوير منتجات لمدة طويلة، دون الحصول على ربح مباشر من المبيعات، تحتاج إلى التمويل؛ لدفع الرواتب، وتشغيل العمليات، قدرة المؤسسين على إقناع المستثمرين بضخ أموالهم والمخاطرة بها تلعب دورًا هامًا للغاية في إبقاء الشركة على قيد الحياة.

القدرة على التأقلم مع التغيير

اللوحة البيضاء، كما يفضل رواد الأعمال وصفها، والتي تحتوي في البداية على كل الخطط المستقبلية للشركة، ستتعرض مع الوقت للكثير من الخطوط السوداء، ومحاولات التعديل، والتغيير أكثر من مرة، الخطط لا تبقي على حالها، ويحتاج رواد الأعمال إلى تغيير الطريقة التي يعملون بها؛ لتواكب المتغيرات في السوق أو في أذواق العملاء، كلما كانت الشركة قادرة على التأقلم مع التغيير، كلما كان لديها فرصة أكبر في النجاح.

الفكرة

قد تستغرب من وجود الفكرة في مرتبة متأخرة بين الأسباب التي تؤدي إلى نجاح الشركات، لكن هذا حقيقي، على خلاف اعتقاد الكثيرين، الفكرة لا تساهم بشكل كبير في نجاح الشركات، بقدر ما يكون التعويل على كيفية التنفيذ، والطريقة المُتبعة في إدارة عمليات الشركة المختلفة، مثل التسويق، والتمويل، وإدارة الموارد البشرية، الفكرة مهمة، لكنها بدون تنفيذ ذكي لا تعني شيئًا، وقد يحول التنفيذ العبقري فكرة عادية إلى شركة ناجحة.

القيادة

غالبًا ما يبحث رواد الأعمال، خاصة غير التقنيين على شريك تقني يساعدهم في بناء شركاتهم الناشئة. التناغم بين المؤسسين، والقدرة على قيادة الشركة بشكل سليم، يضمن مشاركة الجميع، وهو أمر مهم ومحوري للغاية في نجاح الشركات الناشئة، قيادة فريق العمل، وبث روح التفاؤل والعمل الجاد، وضرب المثال العملي بالاجتهاد من قبل المؤسسين، يساعد بشكل كبير، ليس فقط على نجاح الشركة، وإنما على تجاوز الكثير من الأزمات التي تمر بها الشركات الناشئة في مراحل البدايات.

المخاطرة

الحقيقة أن ما يمز الشركات الناشئة ـ بشكل كبير ـ عن المؤسسات الضخمة المستقرة هو القدرة على المخاطرة، وتحمل الضربات، والخروج بأقل قدر ممكن من الخسائر، إذا فقدت الشركات الناشئة هذه الميزة لن يكون باستطاعتها منافسة الشركات الكبيرة، والتفوق عليها، المخاطرة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نمو الشركات الناشئة؛ إذ تتمكن الشركات الصغيرة من خلال المخاطرة من دخول أسواق، والعمل على مشاريع تتجنب الشركات الكبرى العمل عليها؛ لخوفها على كيانها الضخم.